مواضيع مهمة

Advertisement

بالصوت والصورة

ADS

من عهد النبي واصحابه

من عهد الخلفاء والتابعين

الاثنين، 28 يونيو 2021

ابن سينا العالم المسلم

ابن سينا هو اسم الكنيه للعالم المسلم الطبيب أبو على الحسين بن عبدالله بن الحسن بن على ابن سينا ثم اختصره العالم الغربي فصار باللغة اللاتينيه ( Avicenna ) .


ولد عام 980م فى مدينة "بخارى" في أوزبكستان وتنقل بينها وبين مدينة "بلخ" فى أفغانستان حيث كان ابوه منها وعاش فيها أعمامه ، وتوفي فى مدينة "همدان" فى إيران حاليا عام 1037م عن عمر يناهز ٥٧ عاما قضاها بين العلم والطب والفلسفة.
أظهر قدرات مميزه فى سن مبكر فهو معروف عنه أنه حفظ القرآن الكريم عند سن عشرة سنوات كما بدأ تعلم الطب فى سن ثلاثة عشر عاما ومن اتقانة الطب بدأ فى علاج المرضي فى سن ستة عشر عاما حتى أنه و فى سن العشرين تقريبا قام بعلاج الأمير نوح بن منصور السمندى من مرض عجز عن علاجه أشهر أطباء عصره ، وهو الأمر الذي سمح له بنهل العلم من المكتبة الملكية .
إبن سينا هو أول من كتب عن الطب فى العالم كله وكان يتبع فى ذلك نهج أبقراط و جالينوس وله مؤلفات تتخطى 400 كتاب فى الطب والفلسفه وصلنا منهم 240 كتاب منهم 150 كتاب فى الفلسفه و 40 فى مجال الطب وهما أكثر مجالين ساهم فيهم كما كتب فى علم النفس و الجيولوجيا و الرياضيات و الفلك .
من أهم ما كتب العالم إبن سينا (كتاب الشفاء) وهو أحد أربعة أجزاء مخصصة للرياضيات حيث قسم ابن سينا الرياضيات فى هذه الموسوعة إلى أربعة فروع هى الهندسه والفلك والحساب و الموسيقي .
وأيضا كتاب (القانون) وهو الموسوعة الأقدم في مجال الطب حيث وثق فيه كل ما عرفه عن الطب القديم وما اكتشفه هو من أمراض كما وضع فيه سبعمائة و ستين عقار طبي مستخرج من النباتات والاعشاب وقد ظل هذا الكتاب يدرس في أوروبا حتى منتصف القرن ال17 فى جامعات أوروبا فقد كان ابن سينا أول من وصف مرض " التهاب السحاياالاولى" وصفا دقيقا كما شرح أعراض "حصوات  المقانة" بوصف دقيق جدا ،كما أنة من أوائل الناس انتباها إلى أثر المعالجة النفسية في عملية الشفاء.
أما فى الفلسفة فكان الكتاب الذي أثار عليه القاصي والداني كتاب ( الإشارات ) الذي اتخذ في أغلبه مذهب "أرسطو" .


أما عن كتاب ( النجاة فى المنطق والإلهيات ) فقد تنوعت مواضيعه فبدأ من علم المنطق والطبيعيات ثم الهندسة والحساب ثم بعضا من علم الفلك وأخيرا ختمه بالعلم الإلهي وسبل وطرق النجاة فى الحياة الدنيا والحياة الآخرة.
من كتبه التى وصلتنا أيضا فى مجال الفلك كتاب (رسالة الآله الرصدية) و كتاب ( كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي ) و كتاب ( إبطال أحكام النجوم ) وكتاب ( الأرصاد الكليه ) .
أما فى الرياضيات فكتب ( مختصر اقليدس ) و ( مختصر المجسطى) و ( مختصر علم الهيئة ) و ( بيان علة قيام الأرض فى وسط السماء ) .
قال عنه المؤرخ البلجيكي "جورج ساتون" (ان ابن سينا ظاهره فكريه عظيمه ربما لا تجد من يعادله فى ذكائه ونتاجه الفكرى الذى يعد مرجعا فى الفلسفة في القرون الوسطى) .
وكعادة غالبية من يدرس الفلسفه فقد أعطاه الكثيرون لقب "فيلسوف الاسلام" وبرغم أن البعض اتهموه بالالحاد إلا أنه ولينفي عن نفسة هذه الصفه قال عبارته الشهيره (الفلاسفه كسائر الناس يصيبون أحيانا ويخطئون أحيانا أخري) .
تمكن إبن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة وهو ما أكد عليه العالم الانجليزى "جيرمايا روكس " بعده بقرون فى القرن السابع عشر .


إستمتع و تابع أيضا :


عبدالله بن حذافة السهمي

أدهى العرب لولا الإسلام

أكبر صلاة جنازه في التاريخ 




كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع      مصادرنا من المراجع والكتب      نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته



 

السبت، 26 يونيو 2021

عباس بن فرناس العالم الطائر

 عباس قاسم بن فرناس بن ورداس التاكرنى


 هو صاحب أشهر وأول محاولة ناجحه للطيران فرغم وجود عدد من المحاولات التى سبقته إلا أنه كان له السبق ف الطيران لمدة من الزمن قبل أن يقع وذلك عندما قام بإستخدام جناحين من الخشب و غطى كلاهما بالريش إلا أنه لم يستطيع الهبوط وذلك للسبب الذي عرف فيما بعد ب( عدم وجود طرف توجيه "ذيل") اذ أنه اهمل قيمة وجود الذيل لاستخدامه في عملية الهبوط وقد كان ذلك في المحاوله الثانية و التى كان عمره أثناء قيامه بها حوالى سبعون عاما تقريبا و التى كانت فى عام ٨٨٠م.

ولد فى عام ٨١٠م فى مدينة (تاكرنا) فى مقاطعة ( مالاغا ) وهى المدينة التي تم نسبه إليها وتوفي في قرطبه عام ٨٨٧م ورغم ولادتة في الأندلس (اسبانيا حاليا) الا ان جذوره تعود إلى الأمازيغ من بلاد المغرب العربي.

عرف ابن فرناس العلم فى سن مبكر فدرس الكيمياء والرياضيات والفلك بتوسع حتى نبع في كل منهم كما درس الطب والصيدلة والموسيقي والشعر و تميز فيهم جميعا حتى صار من كبار اهل العلم فى زمنه حتى أنه أصبح من علماء البلاط للدولة الأموية فى الأندلس .

لشدة اهتمامه بعلم الفلك و تميزه فيه قام بإختراع " البلانتريوم " وهى عباره عن قبه سماوية فيها محاكاه لشكل السماء بما فيها من نجوم و أجرام سماوية وسحب وصواعق وبرق داخل صاله مغلقة فى مشهد تخيلى و الجميل فى الأمر انه صنعة داخل منزله في مكان مخصص للضيوف فكان المنزل فى المساء كأنه الكون الخارجى بمجرد حلول الظلام .

كانت له أ١يا عدة ابتكارات مثبته نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

١- بندول الإيقاع طبعا كان ذلك عند جمعه بين علم الرياضيات و حبه للموسيقي

٢- قام بتطوير الساعة المائية و التى كان يطلق عليها فى زمنه (الميقاته)

٣- كان اول من يستخدم العدسات لتحسين الرؤية و من هنا جاءت فكرة عمل العماره

٤- القلم الحبر كان من اختراعه حيث قام بتصميم اسطوانة دائريه مستخدما اياها كمخزن الحبر ولها نهاية مدببة ينزل منها الحبر 

٥- طور العديد من الآلات الهندسية أهمها المنقله

٦- اخترع آلة اسمها "ذات الحلق" وهى أداة تستخدم في مراقبة حركة الشمس و القمر و الكواكب خلال الليل


اخيرا نقول انه ورغم اعتبار ليوناردو دافنشي الأب الروحى للطائرات الشراعية إلا أن الفضل كلة يرجع إلى عباس بن فرناس صاحب لقب (الرجل الطائر) والذى كان اول من يقوم بأبحاث رياضية و فلكية تقود إلى محاولة طيران ناجحه قبل حتى الأخوان رايت .


إستمتع و تابع أيضا :




كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع      مصادرنا من المراجع والكتب      نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته






الخميس، 20 مايو 2021

قطز الملك المظفر قاهر المغول

الملك المظفر قطز قاهر المغول التتار
في عين جالوت قامت جحافل القائد المغولي التتري جنكيز خان باكتساحها الساحق في المشرق، وفي سنة واحدة اكتسح هذا القائد الذي لم يعرف له أب، ما فتحه الإسكندر الكبير المقدوني في عشر سنين. 
وخلفه أبناؤه وأحفاده الذين كانوا يدمرون كل شيء. تقدم هولاكو حفيد جنكيز بزحفه في الشرق كالإعصار يدمر كل شيء يقف في طريقه. 
الملك المظفر قطز قاهر المغول التتار  في عين جالوت

كان في بغداد خليفة هزيل الهمة منصرفاً إلى شهواته وملذاته، وكان وزيره ابن العلقمي؛ شيعي رافضي خبيث، يحقد على الإسلام والمسلمين ويتمنى زوال الخلافة، فكان له ما أراد. بعث وفداً إلى هولاكو يغرونه بمهاجمة الخلافة في بغداد، فلبى وجاء بجيوشه التي تعد مئتي ألف جندي ولم يهتز الخليفة لهذا الحدث المخيف ولم يستعد له، وكان عنده حوض مليء ذهباً، لم يوزعه على المقاتلين، وكان ابن العلقمي قد سرح الجيش، ولم يبق منه سوى عشرة آلاف لحراسة القصور والجواري وبيوت الملاهي.... 
أحاطت فرقة من جيش هولاكو بدار الخلافة، والخليفة في قصره وحوله النساء يغنين له، وكانت بين يديه راقصة يقول المؤرخون: أن اسمها (عرفة) وهي ترقص وتطرب الخليفة وتضحكه، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها. 
ولم يكن هولاكو يجرؤ على قتل الخليفة، ولكن ابن العلقمي زين له قتله فقتل، حيث طواه بسجادة وربطها وصار يدحرجه، فمات رفساً بالأقدام وسقطت الخلافة العباسية، كان ذلك سنة 656هـ. 
مئتا ألف سيف يدخلون بغداد دار السلام، وهم يذبحون بأهلها أربعين يوماً، قال المؤرخون: لقد بلغ عدد القتلى ألفي ألف نفس، ولم ينج منهم سوى اليهود والنصارى ومن التجأ إلى دار ابن العلقمي، وقد أنتنت البلد من جيفهم، وتغير الهواء فسرى الوباء، ومات ابن العلقمي شر ميتة، وانتقل الوباء العراق إلى الشام، فمات خلق كثير، واجتمع على الناس؛ الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، كما يقول المؤرخون. 
ولاية المظفر قظز في مصر : بعد عام من سقوط بغداد تسلم الحكم في مصر سيف الدين قطز، وسمى نفسه بالملك المظفر، وكان هذا من رحمة الله تعالى بالمسلمين، فالتتار في ديار الإسلام يعيثون الفساد، ودخل هولاكو دمشق وفعل بأهلها شبيه ما فعله في بغداد. 
وصل إلى المظفر ما فعله التتار بدمشق عن طريق الفارين منها إلى مصر، فشرع بالإعداد والاستعداد لملاقاتهم، فالتتار لم يتعرض لقتالهم أحد، ولم يثنهم عن مواصلة زحفهم إلى أي جهة أرادوها أخذوها، وكان اليهود والنصارى والشيعة الروافض يشجعونهم على مواصلة زحفهم إلى مصر. 
وقد عزم الملك الناصر صاحب دمشق على الرحيل إلى دمشق، وكذلك ملك حماة المنصور، وكثير من الأمراء وأبناء الملوك، ليكونوا مع الجيش المصري في مواجهة التتار، وأكرم الملك المظفر قطز الوافدين إليه غاية الإكرام. 
كان التتار المغول، وهما اسمان لمسمى واحد يدل على الهمجية، فهم شعب بدائي، ليس له حضارة، فكانوا يتباهون بأنهم يشربون الخمر في جماجم أعدائهم، ولم يكونوا يعرفون الطهارة ولا النظافة، لا يغتسلون ولا يتنظفون حين يتبولون ويتغوطون، فكانت رائحتهم تصك الأنوف من مسافة بعيدة، وكانوا يعيشون في خيام جماعية كبيرة اسمها الخركاه تسع الواحدة منهم مئتي إنسان، فيها يقيمون، وينامون ويتزوجون ويتناسلون، كانوا إباحيين، لم يكن للرجل زوجة تخصه، بل كان الأمر شيوعية، ولم يكن للمرأة زوج يخصها.... وقد سرى خبر التتار في كل أرجاء الدولة الإسلامية التي تقطعت أوصالها بالمغول، وانتشر خبر فظائعهم توجه هذا الجيش العفن نحو مصر فسبقه الرعب إلى مسافة بعيدة قبل أن يصل، ولكن أراد قائدهم أن يخيف القائد المسلم في مصر، فأرسل إليه وفداً. 
تحرك رأس الجيش إلى مصر يسير في البيداء كأنه ثعبان أسود طويل طويل. أما القائد قطز، فقد خرج مسرعاً وكان في جيشه العلماء المخلصون وعلى رأسهم سلطان العلماء العز ابن عبد السلام. 
اجتاز الجيش المصري الحدود وزحف إلى غزة وتولى القائد بيبرس قيادة المقدمة، وكان في غزة القائد المغولي بيدر، وكان بيبرس صاعقة الحروب فنجح بتدمير قوات المغول قبل أن تصل قوات تدعمها وسار المظفر قطز مجتازاً الناصرة إلى عين جالوت. 
تقدم الجيش المغولي، وكان يفتقر إلى الكشافة، ولم يكن السكان المحليون موالين له، ولم يعلم المغول أن جيش المسلمين قريب منهم. 
كان قطز قد أخفى الكتلة الرئيسية من قواته، ولم يعرض للمغول إلا المقدمة التي يتولى قيادتها الظاهر بيبرس. 
الملك المظفر قطز قاهر المغول التتار  في عين جالوت

دفع القائد المغولي بكامل قواته في المعركة، وكان بيبرس قائداً عظيماً بطلاً شجاعاً قاتل بضراوة، وكان داهية حيث استدرج كتبغا بلباقة حتى لا يشعر بالمكيدة وما زال يتراجع نحو التلال والمغول يشتدون في أثره وقع كتبغا نوين وجيشه في المصيدة وجرى تطويق الجيش كله، ودارت الدائرة على المغول لا يدرون من أين يأتيهم الضرب؛ هم في دائرة، ومحيطها كله يصب عليهم مطراً من نبال، والرماح تقصف فيهم، والسيوف تبتر أيديهم ورؤوسهم.
أبلى القائد المغولي في حركة يائسة، وصحا صحوة الموت، بعد أن عرف نفسه أنه وقع، ولات حين مناص، وصرخ القائد المغولي صرخة الذئب فأشعل جنده حماسة، فاندفعوا يقاتلون، وهم قوم شجعان فمزقوا صفوف المسلمين، فتدخل قطز ليعيد تنظيمها وصاح: يا من نصرت نبيك محمداً في بدر انصرنا على المغول. 
هبت رياح النصر على المسلمين، وظهر التحول في المعركة لصالحهم، فصار المغولي يتلفت إلى النجاة، وتحول موقف المسلمين من الدفاع إلى الهجوم ثم تحول إلى مطاردة. 
لقد قتل قائدهم كتبغا وهو يقاتل، وأسروا من التتار الكثير، وكان من جملة الأسرى أحد أبناء القائد كتبغا فقيل له: لعل أباك هرب من المعركة، فقال: أبي لا يهرب، فوجد بين القتلى نصفين. 
ولحق المسلمون بالتتار يقتلونهم في كل واد، ولم يعد للتتار بعد هذه الحرب قوة في العالم الإسلامي.
 ثم أسلم هذا الشعب على زمن ملكهم قازان، وصاروا من أهم المدافعين عن الإسلام، وصارت لهم دولة اسمها إلى اليوم تتارستان، فيها الكثير من المساجد والعلماء.


إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الأحد، 16 مايو 2021

القعقاع بن عمرو التميمي

القعقاع بن عمرو التميمي 
( لا يُهزم جيش فيه مثل القعقاع)
في معركة ذات السلاسل كان عدد المجوس أضعاف عدد المسلمين، ومع ذلك و قد ربطوا أنفسهم بسلاسل الحديد حتى لا يفروا. 
القعقاع وخالد بن الوليد في معركة ذات السلاسل

وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد جيش المسلمين وهرمز قائد جيش الفرس. 
كانت عادة جيوش الكفار، أن قائدهم إذا قتل أو انهزم انتهت المعركة بهزيمة هذا الجيش. 
أراد هرمز أن يقتل قائد الجيش خالد بن الوليد ليفر الجيش الإسلامي حسب ظنه، وهرمز يعلم علم اليقين من هو خالد؟ ويعلم أيضاً أنه أقل شأناً من أن يتغلب على خالد لذلك لجأ إلى الحيلة .
عندما تقابل الجيشان، نزل عن حصانه ودعا خالداً إلى المبارزة، نزل خالد عن حصانه وتقدم إلى هرمز. كانت عيون الجيشين تنظر إلى البطلين وهما يتقدمان إلى الموت، وقد ذهل المُشاهد عن نفسه لهول الموقف، ولكن القعقاع لم يكن غائب اللب في هذا المشهد الرهيب، بل استل سيفه، وهيأ جواده لأي أمر طارئ. 
القائدان يتقدمان من بعضهما بخطوات بطيئة، وفي اللحظة التي بدأت بينهما المبارزة هجم عشرة من فرسان المجوس، انتقاهم هرمز للهجوم على خالد، وبلمح البرق طار القعقاع إلى الفرسان بجواده العربي الأصيل الذي يسبق السهم، فقتل خمسة من الفرسان وفر الباقون. أما خالد، فقد سيطر على خصمه، فأمسكه من عنقه وقال له: إنك لست أهلاً أن تموت في ساحة المعركة ميتة الشرف لأنك لا تعرف الشرف، ثم ذبحه بسيفه كما يذبح الخروف، فانهزم المجوس ولحق بهم المسلمون. 
وترى العجب في معركة القادسية حيث لم يكن بالعراق أعجب منها، كان جيش المجوس فيه ستين ألفاً، وجيش المسلمين أقل من هذا العدد بكثير، وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قائد الجيش، ورستم قائد المجوس، وكان في جيشهم الفيلة التي أرعبت خيل المسلمين فنفرت منها، فقاسى المسلمون الشدائد بسبب الفيلة، ولم يعرفوا كيف يدبرون أمرها. 
وكان في جيش القادسية أبطال مثل طليحة الأسدي وعمرو بن معد يكرب وكثير غيرهم، كل واحد منهم يُعَد بألف فارس، وكان القعقاع يبحث في فكره عن حل ليدفع خطر الفيلة فهداه الله تعالى إلى الحيلة حيث قال للمسلمين : أن برقعوا الجمال، فبرقعوها بأن ألبسوا رؤوسها قماشاً مختلف الألوان، ثم قال: ضعوا في رؤوسها الأجراس. 
نفرت الفيلة من الجمال فاضطربت، وتقدم الأبطال من الفيل الأبيض الأكبر وفقؤوا عينيه بالرماح، وضربوا خرطومه بالسيوف وقطعوا حزامه، فوقف على قدميه وزمجر زمجرة عظيمة ارتجت لها أرض المعركة، فألقى مَن على ظهره من المجوس وولى هارباً، فلحقت به الفيلة تعجن المجوس عجناً تحت أقدامها فاضطرب نظام جيش المجوس.
القعقاع بن عمرو فى معركة القادسيه

وإن لله جنوداً منها الرياح، إذ هبت فرفعت خيام المجوس عن أماكنها، وانكشفت خيمة رستم، فبادر بالهرب فأدركه هلال بن عُلفة التميمي فقتله، وقتل المسلمون المسلسلين وكانوا ثلاثين ألفاً وانهزم الباقون. 
في المدائن كان المسلمون على شاطئ دجلة الغربي وعلى رأسهم سعد قائد الجيش، وعلى الشاطئ الآخر المجوس، وقد زاد ماء دجلة زيادة عظيمة، فقال سعد: ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم. 
فأجابوه جميعاً، تقدمت كتيبتان كتيبة الأهوال وأميرها عاصم، والكتيبة الخرساء، وأميرها القعقاع، فبعد أن طردوا الفرس عن الشاطئ نزل سعد ببقية الجيش فخاضوا دجلة كأنما يسيرون على وجه الأرض إلى أن دخلوا المدائن. 
أما في وقعة جلولاء فقد كان القعقاع في مقدمة الجيش ليلاقوا يزدجرد آخر ملوك الفرس، وقد حفروا حولهم خندقاُ عظيماً، وحلفوا بالنار ألا يفروا أبداً حتى يفنوا العرب، فكانوا يقاتلون قتالاً لم يُسمع بمثله. 
فلما كان الموقف الأخير وهو يوم الفيصل والفرقان، تواقفوا من أول النهار فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يعهد مثله، حتى فني النشاب من الطرفين، وتقصفت الرماح من هؤلاء وهؤلاء، وصاروا إلى السيوف والفؤوس، وصلى المسلمون الظهر إيماء، فكان لا يُسمع إلا التكبير وقراءة سورة الأنفال، ولا يسمع من المجوس إلا الزمزمة والحلف بالنار والصراخ، وكانت الخيل تدوس على الرؤوس، والأكف والأيدي وأنصاف الأجساد والأرجل والقلوب التي انفرجت عنها البطون والصدور.. 
وذهبت فرقة من المجوس وجاءت أخرى مكانها، فهال المسلمين ما رأوا من كتائب المجوس التي جاءت مدداً وفق خطة محكمة، بينما لم يكن لدى المسلمين قوة احتياطية متجددة النشاط، بل كانوا قلة، وكانوا كالين من عنف القراع .
لما رأى القعقاع حال المسلمين وحال المجوس، خطب فيهم خطبة بليغة بصوته الجهْوري، أثارت في نفوسهم الحمية، وجددت همتهم للقتال بعزم فتي ولما أقبل الليل بظلامه جعلوا يتحاجزون، ولم يشعروا إلا والمنادي يصيح: أيها المسلمون هذا القعقاع على باب خندقهم، وقد ملكه عليهم فهلموا إليه. 
فلما سمع المسلمون الصوت أقبلوا إلى القعقاع، ولما سمع المجوس النداء فروا من كل وجه، وهربوا كل مَهرب، فأخذهم المسلمون، وقعدوا لهم كل مرصد، فقتل منهم في ذلك الموقف مئة ألف حتى جللوا وجه الأرض بالقتلى فلذلك سميت جلولاء. 
وفي معركة اليرموك، كان جيش المسلمين ستة وثلاثين ألفاً، وكان الروم في مئتي ألف على أقل تقدير، وقائد هذه المعركة خالد بن الوليد. وكان على مجنبتي قلب الجيش عكرمة والقعقاع، فأمرهما أن ينشبا القتال، فتقدم البطلان يتحديان الروم ويدعون إلى المبارزة ثم هجموا في التحام عام، وحمي الوطيس، ونادى عكرمة: من يبايع على الموت، وفصل خالد فرسان الروم عن المشاة فخرجوا من المعركة، وهبط الظلام فدفع المسلمون الروم إلى هوة الواقوصة، وكانوا قد قيدوا أنفسهم عشرة عشرة، فكان إذا سقط واحد منهم جر من تسلسل معه.
قال الإمام ابن جرير الطبري في تاريخه: فسقط في الواقوصة وقتل عندها مئة ألف وعشرون ألفاً، سوى من قتل في المعركة، وانهزم الفلول إلى دمشق، فقال القعقاع: 
ألم ترنا على اليرموك فزنا كما فزنا بأيام العراق
 وعذراء المدائن قد فتحنا ومرج الصفَّرين على العتاق
 قتلنا الروم حتى ما تساوي على اليرموك ثفروق الوراق
 فضضنا جمعهم لما استحالوا على الواقوص بالبُتر الرقاق
 ولحق المسلمون الروم إلى دمشق، وحاصرها خالد عند باب شرقي، وفي ليلة هادئة قطع خالد والقعقاع والأبطال الصناديد خندق السور سباحة، ثم نصبوا سلالم من حبال أعدوها وأثبتوها في أعالي الشرفات، وثبوا أسفلها بالأرض خارج الخندق، وصعدوا فيها، فلما وصلوا إلى أعلى السور، صاح القعقاع بالتكبير، وكان صوته كأنه صوت البوق، كبر وكبر معه أصحابه، فصعد المسلمون على السلالم، وانحدر خالد والقعقاع والجند وفتحوا الباب ودخلوا. وكان فتح دمشق مقدمة لفتح القدس. لقد كان القعقاع بن عمرو التميمي داهية الأبطال وبطل الدهاة، ولم يبعد من قال في حقه: لا يهزم جيش فيه مثل القعقاع.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الجمعة، 3 يوليو 2020

صقر حروب اليمامة البراء بن مالك

البراء بن مالك
البراء بن مالك 
ارتدت العرب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبحت الجزيرة العربية، كأنها بحر يموج بالمرتدين، ولم يثبت على الإسلام إلا المدينة المنورة ومكة المكرمة، وفيهما الحرَمان الشريفان، وكان أخطر هؤلاء المرتدين مسيلمة الكذاب ، فبعث الصديق خالد بن الوليد رضي الله عنهما، إلى قتالهم.
تواجه الفريقان ، وكان تعداد جيش المرتدين أكثر من أربعين ألفاً ، اما جيش المسلمين فكان أقل من ربع هذا العدد ، فوقف مسيلمة في جيشه خطيباً وقال: دافعوا عن أحسابكم.
وقف خالد في جيشه خطيباً وقال: دافعوا عن دينكم.
التحم الجيشان في معركة يشيب لها رأس الولدان، وكان في جيش المرتدين الرَّجال بن عنفوة  وهو من قوى أمر مسيلمة بشهادته فقد شهد له - كذباً - أنه سمع رسول الله يشركه في الأمر.
 كان لعنه الله كان أشد على المسلمين من مسيلمة، فتن أناساً كثيرين، وفي المعركة كان يصول بسيفه ويجول، فعاجله زيد بن الخطاب فقتله.
نظر خالد إلى ميدان المعركة نظرة شاملة، فرأى المهاجرين ومعهم الأنصار وبينهم الأعراب كلهم مختلطين فأراد أن ينشط الهمم ويحثها ، فصاح بكلمة واحدة ( تميزوا) وسمع الجيش النداء، فانضم المهاجرون إلى المهاجرين، والأنصار إلى الأنصار، فثبتوا ثبات الجبال.
تراجع المرتدون أمام هجمات المسلمين واستبسالهم في المعركة، ودخلوا حديقتهم وهي حديقة محصنة بالأسوار وأغلقوا عليهم الباب، فأحاط بهم الصحابة إحاطة السوار بالمعصم .
ظن المرتدون أنهم في حديقتهم آمنون، وقدر خالد أن الحرب ستطول، لأن المرتدين فيها يدافعون.... إلى أن تقدم البراء فحسم الموقف.
حرب اليمامه ، البراء بن مالك
نظر البراء رضي الله عنه إلى حال المرتدين في داخل حديقتهم، إذ لا أحد يصل إليهم، ونظر إلى المسلمين فرآهم كأنهم مكبلون عن أن يصلوا إليهم، فلمعت في ذهنه فكرة، ما كانت تخطر ببال أحد غير البراء، تقدم إلى الصحابة وقال: ألقوني عليهم .
رفعوه على ترس، ورفعوا الترس على الرماح، ثم قذفوا البراء من فوق سور الحديقة، فهبط عليهم من فوقهم يصيح: الله أكبر.
ذعر له المقاتلون في الحديقة في وهلتهم الأولى، وصدمتهم المفاجأة، هل هذا طائر سماوي انقض عليهم وهو يصيح صيحة النصر: الله أكبر؟
ذعر المقاتلون برهة من هول المفاجأة والبراء يعمل فيهم السيف، ثم تنبهوا إلى أنفسهم، فلم يزل يقاتلهم وينحاز إلى باب الحديقة حتى تمكن من فتحه.
دخل المسلمون الحديقة وكأنهم السيل الهدار، وصاروا يقتلون في المرتدين، وكأن قوة غيبية شلت حركتهم.
وكان مسيلمة قد التجأ إلى الجدار، وهو يرغي ويزبد لا يعقل من الخوف والغيظ، وكان في جيش المسلمين مقاتل وحربته في يده وهو يلوب باحثاً عن مسيلمة، لقد قتل بهذه الحربة سيد الشهداء، ويريد الآن أن يكفر عن ذنبه بأن يقتل أكذب الأشرار الذين ادعَوا النبوة.
تقدم وحشيٌّ بحربته فهزها، على طريقة المقاتل الذي يريد أن يسدد ضربته القاصمة، حتى إذا رضي منها، دفعها إلى قلب مسيلمة فاخترقته، ونفذت من ظهره، وسارع أبو دجانة إليه واحتز رأسه.
قتل من قتل من المرتدين، وأسر من أسر، ثم دعاهم خالد إلى الإسلام فأسلموا كلهم.
وتفقدوا البراء، فإذا به أكثر من ثمانين جرحاً بين ضربة بسيف وطعنة برمح...وقد ظل بعد المعركة شهراً كاملاً، يشرف عليه خالد بنفسه على تمريضه، وكان البراء يتمنى الشهادة، وكأن الأقدار قد خبأته ليوم ولا كيوم اليمامة.
بعد حرب اليمامة والفراغ من مسألة المرتدين، بدأت حروب العراق، وفيها الحصون الشاهقة، وقد لجأ المجوس إلى استعمال كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار، يلقونها من حصونهم فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكاً .
وكان البراء، وأخوه أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم مشتركَين في حرب أحد هذه الحصون، وبشكل مفاجئ، هبط أحد هذه الكلاليب وتعلق بأنس ورفعه، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه منها، فأسرع نحوه أخوه البراء، وكانت السلسلة تصعد به، فقبض عليها بيديه، وراح يعالجها حتى قطعها ونجا أنس، وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه، فلم يجدوهما مكانهما، لقد ذهب كل ما فيهما من لحم، وبقي هيكلهما العظمي محترقاً، وقضى البطل فترة أخرى في علاج بطيء حتى يبرأ.
وكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري: ابعث إلى الأهواز جنداً كثيفاً وأمِّر عليهم سهيل بن عدي، وليكن معه البراء بن مالك.
تكامل هذا الجيش من الكوفة والبصرة، وعلى الجميع النعمان بن مقرِّن فانتهى إلى الهرمزان، فاقتتلا قتالاً شديداً فانهزم الهرمزان وفر إلى تُستر فلحقوا به، فوجدوه قد حشد خلقاً كثيراً فحاصروهم شهراً.
ودارت المعركة حامية كأعنف ما تكون الحروب من الفريقين، وقَتل البراء مئة مبارز  غير من قتله في المعركة .
وتكررت المعارك، حتى إذا كان في نهاوند قال المسلمون للبراء، وكانوا يعرفون أنه مجاب الدعوة: يا براء ادع لنا الله أن يهزمهم ، فقال: ( اللهم انصر المسلمين واستشهدني).
قاتل البراء بن مالك الهرمزان
والمعركة حامية دامية، والقتلى يتساقطون من الفريقين وكان الهرمزان من أخبث خلق الله تعالى، فكان معه خنجر، وفي المبارزة بين البراء والهرمزان طاحت السيوف وبدأ التشابك بالأيدي والأظافر والأسنان، فأخذ الهرمزان الخنجر وضرب به البراء فقتله، وما زالت المعارك مشتدة حتى أُسر الهرمزان، فاستسلم بشرط أن يُحمل إلى عمر فيحكم به كيف شاء.
أنا أُأَمِّن قاتل البراء؟........
ولما وقف الهرمزان بين يدي عمر، طلب ماء، فلما أخذ الكأس، صارت يده ترتجف وقال: إني أخاف أن أقتَل وأنا أشرب.
قال عمر: لا بأس عليك حتى تشربه. فصب الماء على الأرض.
قال عمر: أعيدوه عليه، لا تجمعوا عليه القتل والعطش.
قال الهرمزان: لا حاجة لي بالماء. قال عمر: إني قاتلك.
قال الهرمزان: إنك قد أمَّنتني قال عمر: كذبت، أنا أُأَمن قاتل البراء بن مالك؟ ثم أسلم الهرمزان.
رضي الله عن البراء في الخالدين.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الأربعاء، 27 مايو 2020

ألب أرسلان بطل معركة ملاذ

ألب أرسلان بطل معركة ملاذ كرد قاهر أولى الحملات الصليبية
خريطة معركة ملاذكرد
كان الإمبراطور أرمانوس في غرفة قصره في القسطنطينية قد تسمَّر بصره، وهو يراقب الأمواج تثور وتهدأ، في إقبال وإدبار، وهو يراقبها تحت أشعة القمر الفضية , كان أرقاً، لم يغمض له في تلك الليلة جفن، ولم يعرف لذة النوم، وقد عافت نفسه الفاكهة التي كانت تأتيه من أقطار الدنيا من إمبراطوريته المترامية الأطراف، كما عافت نفسه الشراب...أخذ نفَساً عميقاً ارتاح له صدره الذي يضيق عليه، كأنه بين جدارين يضغطان عليه، ثم انسل في الظلام من حجرته، وصار يتمشى في ممر الحديقة بين صفين من صفوف الأشجار، وتوقفت خطاه ونظر إلى شماله، كأنما يخاطب شخصاً واقفاً إلى جواره وقال:
أنا الإمبراطور أرمانوس .
ثم صاح: أنا الإمبراطور أرمانوس....
ورددت جنبات القصر الصدى س س....
أسرع من سمع الصوت في القصر، فرأوا الإمبراطور وحيداً فقالوا:
أمر مولانا الإمبراطور؟
قال أرمانوس: حينما تبزغ الشمس يجب أن يكون مجلس الشيوخ منعقداً لاجتماع طارئ.
قال الحرس: أمر مولاي الإمبراطور.
وما إن ودع الظلام الكون، وفتح جفنيه لاستقبال يوم جديد، حتى كانت خطى أرمانوس تتجه إلى مقر الاجتماع في القاعة المخصصة، وكانت المقاعد كلها ملأى بأصحابها.
دخل الإمبراطور، فوقف الجميع وهم في صمت له صفير كصفير صمت الغابات في أيام الصيف وقت الضحى، حياهم الإمبراطور بالإشارة ثم جلس فجلسوا.
كانت عيون المجلس ينظر بعضها إلى بعض، وبينها لغة استغراب لهذا الاجتماع الغريب.
شاهد الإمبراطور ذلك فقطع الصمت بسعال خفيف ثم قال:
إنني صممت على أن أجهز جيشاً فيه كل مقومات النصر، حتى أستأصل الإسلام والمسلمين، وأنقذ بيت المقدس من أيديهم.
وما إن انتهى الإمبراطور من كلامه، حتى دوى في القاعة تصفيق حاد، وصاحوا كلهم بصوت واحد: يعيش إمبراطورنا العظيم، يعيش، يعيش، يعيش.
في سنة ثلاث وستين وأربعمئة، جهز الإمبراطور أرمانوس جيشاً في جحافل أمثال الجبال، وصف المؤرخون هذا الجيش فقال ابن الأثير في كتابه الكامل: كان تعداد هذا الجيش مئتي ألف جندي.
وقد فصل ابن كثير في موسوعته البداية والنهاية أوصاف هذا الجيش فقال: كان هذا الجيش من الروم والكرج والفرنج والروس، ومعه خمسة وثلاثون ألفاً من البطارقة، ومع كل بطريق ما بين ألفي فارس إلى خمسمئة فارس، ومعه من الفرنج خمسة وثلاثون ألفاً، ومن الغز، وهم جنس من الترك،خمسة عشر ألفاً، ومعه مئة ألف نقَّاب وحفار...ومعه أربعمئة عجلة تحمل العُدد والمسامير، وألفا عجلة تحمل السلاح والسروج والمجانيق، منها منجنيق أضخم منجنيق في عصره، يعده ألف ومئتا رجل .
وقد عزم ـ قبحه الله تعالى ـ أن يجتث الإسلام وأهله، وقد وزع الأراضي على قادة جنده حتى بغداد.... وعندما أنهى الإمبراطور استعداداته، غادر بجيشه القسطنطينية باتجاه بلاد الشام.
كان السلطان ألب أرسلان، قد رجع عن حلب، وعندما وصل إلى منطقة أذْربيجان، وصلته الأخبار عن تحرك الإمبراطور البيزنطي إلى ملاذ كرد، وسمع عن هذا الجيش وكثرته، وكان جيشه بعيداً عنه قرب بحرقزوين، فلم يستطع جمع قواته، لبعد مواقعهم وقرب العدو منهم، فسار بمن معه وعددهم لا يزيد على خمسة عشر ألف مقاتل، كلهم من الفرسان.
وكان الإمبراطور، قد جعل مقدمة لجيشه تقدر بنحو عشرة آلاف من المقاتلين الروس، وكان لجيش السلطان مقدمة، فاشتبكوا في القتال فانهزم الروس وأسر المقدم عليهم.
أرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب منه المهادنة فأجابه الإمبراطور: لا هدنة إلا بالري، وكانت الري عاصمة السلطان، وهذا الرد يتضمن التهديد بتدمير عاصمة السلاجقة، فانزعج السلطان لهذا الرد.
وكان في الجيش، الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري الحنفي فقال للسلطان:
إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح، فلاقهم يوم الجمعة، بعد الزوال في الساعة التي يكون فيها الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة.
كان جيش الروم ثلاث فرق، وعندما علم الإمبراطور باقتراب جيش المسلمين، جمع جيشه وانحرف به إلى الجنوب الغربي، في محاولة منه ليلحق بمقدمة جيشه قبل أن ينقض عليه السلطان ولكنه أغفل تدابير الحيطة، فلم يرسل عناصر الاستطلاع لمسافة بعيدة، ولم يعرف أنه بات شديد القرب من أعدائه الفرسان.
لما كانت تلك الساعة من يوم الجمعة صلى ألب أرسلان وبكى فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعَوا معه وقال لهم:
من أراد الانصراف فلينصرف، فما ههنا سلطان يأمر وينهى ثم ألقى النشاب، وأخذ السيف والرمح، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض وتحنط وقال: إن قُتلت، فهذا كفني.
وعند ظهيرة يوم الجمعة، وبينما كان الإمبراطور ينزل مع جيشه الوادي على الطريق إلى خلاط، رآهم السلطان، فنزل عن ظهر فرسه، وعفر وجهه بالتراب وبكى، وأكثر من الدعاء ثم ركب وانقض على جيش الروم، وحملت العساكر معه، فصار المسلمون في وسطهم .
إن لله جنوداً منها الرياح، إذ هبت و ملأت عيون الروم غباراً، فقتل المسلمون فيهم كيف شاؤوا، فكان الرومي يضرب بسيفه في الهواء وهو مغمض العينين، ويمد يديه ليرى بهما دربه، والسيوف تعمل فيهم والرماح، ولا تطول يد رومي لفارس على ظهر فرسه .
وأنزل الله نصره على المسلمين، فانهزم الروم وقتلوا كلهم في الهزيمة ولم ينج إلا الشريد الفارس، حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى.
انتهت المعركة، ووقف أرمانوس بين يدي السلطان ألب أرسلان، وفي يديه القيود وجرى الحوار التالي:
السلطان: لو كنت أنا الأسير بين يديك، فماذا كنت تفعل؟
الإمبراطور: كل قبيح.
السلطان: فما ظنك بي؟
الإمبراطور: تقتلني أو تشهرني في بلادك، أما العفو وأخذ الفدية فبعيد. السلطان: ما عزمت على غير العفو والفداء.
افتدى الإمبراطور العظيم نفسه بألف ألف وخمسمئة ألف دينار، وأن يطلق كل أسير في بلاد الروم، وعلى هدنة خمسين سنة، يحمل فيها كل يوم ألف دينار، ثم قبَّل أرمانوس العظيم الأرض بين يدي السلطان.
كان السلطان عادلاً، شديد الحرص على مال الرعية بلغه أن غلاماً من غلمانه أخذ إزاراً لبعض التجار فصلبه، فارتدع سائر المماليك خوفاً من سطوته.
واستشهد بعد سنة من هذه المعركة، وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وقد لقب البطل ألب أرسلان سلطان العالم.
رحم الله قائد معركة ملاذ كرد، قاهر أولى الحملات الصليبية، وسقاه شآبيب رضوانه.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

الثلاثاء، 26 مايو 2020

قتيبة بن مسْلم فاتح الشرق

قتيبة بن مسْلم فاتح الشرق
كان قتيبة والياً على مرو وخراسان، أي منطقة إيران اليوم وأفغانستان وما جاورها من بلاد تلك المناطق .
في سنة ست وثمانين للهجرة النبوية ، غزا قتيبة بلاداً كثيرة من أرض الترك وغيرهم ، وصالح ملكهم "نيزك" على مال جزيل على أن يطلق مَن في بلاده من أسارى المسلمين.
تتجلى عبقرية هذا القائد في غزوة بيكند ولها شأن عجيب؛ حيث اجتمع عليه من الترك عندها بشر كثير، وهي من أعمال بخارى .
لما نزل قتيبة بأرضهم استنجدوا عليه بأهل الصغد ومن حولهم من الأتراك، فأتوا في جمع عظيم، وأخذوا على قتيبة الطرق كلها، فتواقف هو وهم قريباً من شهرين، وهو لا يقدر على أن يبعث إليهم بريداً، ولا يأتيه من جهتهم البريد، وأبطأ خبره على الحجاج حتى خاف عليه، وأشفق على من معه من المسلمين من كثرة الأعداء من الترك، فأمر الناس بالدعاء لهم في المساجد، وكتب بذلك إلى بقية البلدان.
وكان لقتيبة عين من العجم يقال له: تُندَر، ينقل إليه الأخبار، فأعطاه أهل بخارى مالاً جزيلاً على أن يخذل قتيبة عنهم، فجاء إليه وقال له: أريد أن أكلمك على انفراد، فلما خلا تندر بقتيبة قال له: سيأتيك البريد بخبر عزل الحجاج، فلو انصرفت بالناس إلى مرو.
لقد كانت بديهة قتيبة سريعة في معالجة هذا الموقف، إنه خبر سيضعف من عزيمة الجند سواء أكان الخبر صادقاً أم كاذباً، ولم يتريث ليبحث في صحة الخبر أو عدم صحته، وسواء وصل العامل الذي يحمل الخبر بعزل الحجاج أم لم يصل، إن مجرد إشاعة الخبر بين الجنود سيفتك فيهم فتك الوباء الأصفر الذي لايبقي ولا يذر، في هذا الموقف العصيب، فكيف تصرف قتيبة في هذه اللحظة الحرجة؟
إنه موقف يعلِّم الذكاء، والفطانة والبداهة لا في الحياة العسكرية للكبار، بل في كل موقف من مواقف للكبار وللصغار.
نادى قتيبة مولاه سياه، ولم يعرف سياه الخبر، دخل على قتيبة وقال: أمر مولاي. قال قتيبة: اضرب عنقه بالسيف، وأشار إلى الخائن تندر فضرب عنقه بالسيف وقتله.
لم يكتف القائد بدفن الخبر القاتل لمعنوية الجيش الإسلامي، بل أتبعه بما يجب أن يكون، حيث نهض في الجيش فحرضهم على الحرب، ووقف على أصحاب الرايات يشد من عزائمهم، فارتفعت معنوية جنده، وهجموا على عدوهم أسوداً.
تعجب الأعداء من تحول الموقف، ورأوا أن اندفاعهم إلى القتال، وراءه سر غريب، هل وصلهم مدد خُفية وهم لا يدرون؟ هل وصلهم نبأ بالمدد؟ هل تآمر معهم قسم من أهل البلد؟ هل اشتروا ضمائر بعض الجند منا سيتركوننا وينضمون إليهم والمعركة دائرة؟
وربط الله على قلوب المسلمين، وثبتهم وأمدهم بالتأييد فما انتصف النهار إلا وأنزل عليهم النصر، فهزمت الترك هزيمة عظيمة، وتبعهم المسلمون يقتلونهم ويأسرون منهم كيفما شاؤوا .
واعتصم من بقي منهم في داخل المدينة، فأمر القائد قتيبة بهدمها، فسألوه الصلح على مال عظيم ، فصالحهم وجعل عليها رجلاً من أهله، ثم عاد ، لما سار غير بعيد حتى نقضوا العهد وقتلوا الأمير وجدعوا أنفه ، وأنوف من كانوا معه .
رجع إليهم وحاصرهم شهراً، وأمر النقابين، فأضرم النار في الأسوار فسقط السور، فسألوه الصلح فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولم يزل بهم حتى فتحها، فقتل المقاتلة وسبى الذرية وغنم الغنائم العظيمة.
وكان الذي حرض أهل المدينة فيهم رجلاً أعور ، فأسر فقال:
أنا أفدي نفسي بخمسة أثواب صينية قيمتها ألف ألف درهم .
فأشار الأمراء على قتيبة بقَبول ذلك العرض المغري، حتى يتقوى بهذه الأموال على الأعداء فقال قتيبة:
لا والله لا أروع بك مسلماً مرة ثانية، وأمر به فضربت عنقه.
وغنم المسلمون من بيكند شيئاً كثيراً من آنية الذهب والفضة والأصنام من الذهب، فقوي المسلمون بهذه الأموال قوة عظيمة.
كان قتيبة لا يعرف الراحة، ولا الاستقرار في حروبه كلها، كان لا ينام ولا يكل ، كل يوم يتأهب لغزو جديد، فبعد معركة بيكند، تابع البطل جهاده بأن غزا الملك " كور مغانون " ابن أخت ملك الصين الأكبر، ومعه مئتا ألف مقاتل من أهل فرغانة وغيرهم .
وكان مع قتيبة نيزك ملك الترك مأسوراً وكان قد صالح قتيبة، ثم نقض الصلح ودعا لقتاله كثيراً من الملوك، وكثير منهم كانوا قد انكسروا أمام قتيبة وصالحوه، فنقضوا العهد، وصاروا يداً واحدة على قتيبة، فلقيهم وقتل منهم مقتلة لم يسمع بمثلها في تاريخ تلك البلاد منذ أن كانت، وصلب منهم سماطين مسافة أربعة فراسخ من هنا وههنا.
تابع البطل القائد قتيبة سيره إلى سمرقند، فلما سمع به أهلها، انتخبوا منهم كل شديد السطوة من أبناء الملوك والأمراء، وأمروهم أن يسيروا إلى قتيبة في الليل فيفاجئونه .
لكن قتيبة كان قد اتخذ جهاز استخبارات في صفوف العدو، يخبرونه بتحركاته في الوقت المناسب، فجاءته الأخبار بذلك، فكلف أخاه صالحاً في ستمئة فارس من الأبطال الذين لا يطاقون .
وكان لصالح في مسيره الليلي طلائع تكشف العدو حتى لا يفاجأ، كما كان له من يحمي مؤخرة الجيش من حركة انقضاض مباغت، وكان الدرب وعراً شديد التعرج، ناتئ الصخور، وقد استعد كل واحد من الأعداء أن يقفز على فارس من فرسان المسلمين في الظلام، فكان فرسان المسلمين على أهبة الاستعداد، فما إن هجم الأعداء حتى تلقتهم السيوف، واقتتلوا فلم يفلت منهم إلا الطريد الشريد، وهم قلة، وكانوا من الأبطال المعدودين الواحد منهم يعد بمئة فارس، وبعضهم بألف فارس .
روعت سمرقند لهذه الكارثة التي حلت بها، وسار قتيبة ليفتحها ومعه من الترك من يقاتل معه ، ولما اقترب من المدينة العظمى سمرقند نصب عليها المنجنيق ورماها به، فأرسل إليه ملك الصغد غوزك يقول:
إنك تقاتلني بإخوتي وأهل بيتي من الترك، فأخرج إلي العرب، فميز قتيبة العرب من العجم، وقدم الشجعان منهم، وزحف بهؤلاء الأبطال إلى المدينة، ورماها بالمجانيق فكُسر فيها جدار ، وقام رجل من الترك على الأسوار فجعل يشتم قتيبة، فرماه أحد الجنود المسلمين بسهم فقلع عينه حتى خرج السهم من قفاه، فأعطى قتيبة الذي رماه عشرة آلاف.
ولما أصبحوا صالحوه على ألفي ألف ومئتي ألف يحملونها إليه في كل عام، وعلى أن يعطوه مئة ألف من رقيق، وعلى أن يأخذ حلية الأصنام وما في بيوت النار، وعلى أن يخلوا المدينة من المقاتلة وأن يبني فيها مسجداً ويوضع له فيها منبر يخطب عليه، فأجابوه إلى ما طلب، ثم جمع الأصنام وأمر بتحريقها .
فقال له الملك: من أحرقها هلك فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، ثم أخذ شعلة، ثم قام إليها وهو يذكر الله تعالى، وألقى فيها النار فاحترقت، فوجد من بقايا ما كان فيها من الذهب خمسين ألف مثقال.
ثم ارتحل إلى بلاد مرو، واستخلف على سمر قند أخاه عبد الله ، ثم غزا قتيبة ما وراء نهر سيحون، وهي بلاد الشاش وفرغانة حتى بلغ خُجندة وكاشان، وما زال يتقدم في بلاد ما وراء النهر في أفغانستان اليوم حتى وصل إلى كابل فحاصرها، ثم خرج إليه الترك في جموع هائلة، وقاتلوا قتال الأبطال. 
في سنة ست وتسعين، فتح قتيبة كاشغر من أرض الصين ، ومرة ثانية، بعد موت الخليفة الوليد بن عبد الملك وتولي أخيه سليمان، ينْكب العالم الإسلامي بعد محمد بن القاسم الثقفي، ببطل آخر هو قائدنا العظيم، ويلقى مصيره، بسبب أمور شخصية تافهة.
رحم الله القائد العظيم فاتح الشرق، قتيبة بن مسلم، ولا يزال اسمه يملأ النفس إكباراً وإجلالاً في صفحات التاريخ.

إستمتع و تابع أيضا :


أكبر صلاة جنازه في التاريخ 


كل المعلومات فى مدونه قصص بطولات إسلاميه هى من الكتب المتوفره على الانترنت ويمكن تنزيلها بسهولة بالاضافة الى العديد من الكتب الورقية التي أفضل شخصيا البحث فيها لعشقنا للكتاب الحقيقي و يمكنك أن تتعرف على بعض مصادرنا من خلال مراجعة موضوع            نفع الله بنا وبكم و أسكنكم فسيح جناته

المشاركات الشائعة

 
copyright © 2013 بطولات إسلاميه
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates